الخطب والمحاضرات

عذاب القبر

2010-01-24



بسم الله الرحمن الرحيم

11 شوال 1424هـ

عذاب القبر

مسجد: خالد بن الوليد

الحمد لله الذي حجب عنا ما يلقى الناس في القبور، ولم يطلعنا على ما يعانيه الموتى من حزن أو سرور، وما ينزل بهم من نعيم وهناء أو عذاب و بلاء ، رحمة بنا كيلا تزعجنا الأهوال، ولا تقعد بنا الآمال، أحمده وهو بالحمد جدير، وبالشكر أهل وهو العزيز القدير.

والصلاة و السلام على من بواسطته عرفت الغيوب، واستقامت الدروب، ورفع الشك عن القلوب، صلاة وسلاماً دائمين إلى يوم تبعثر القبور، وينفخ في الصور، وعلى آله أولي الإيمان الراسخ، و القدر الشامخ، و صحابته الذين آمنوا بالغيب، وتخلصوا من الريب، و تنزهوا عن المذمة و العيب، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. وأشهد أن لا إله إلا الله، شهادة تكون لصاحبها نوراً في القبر، ونجاة في الحشر، وقائداً عند المرور، على الجسر حتى تدخله الجنة وتحله القصر.

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

الوصية بالتقوى:

عباد الله:

إن من أبزر صفات المؤمنين الصادقين إيمانهم بالغيب أي بما أخبر الله به ورسوله مما غاب عنهم فلم يعرفوه إلا من طريق الوحي.

وقد مدحهم الله بذلك فقال: [الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ] وذلك يشمل الإيمان بكل ما أخبر به القرآن و الرسول r مما هو غائب عنا.

و مما يجب الإيمان به من الغيب عذاب القبر ونعيمه، فالإنسان بمجرد أن يدفن في قبره يتحول إلى عالم آخر، يحتوي على ما لا قدرة للعقول على إدراكه إلا من طريق الوحي.

و مما يحتوي عليه ذلك العالم عذاب القبر، الذي يتعرض له كثير من الناس من مسلمين وكفار.

وعذاب القبر ثابت بالكتاب و السنة وإجماع أهل السنة، أما الكتاب فمنه قوله تعالى في آل فرعون: [النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَابِ] ومن السنة أحاديث متواترة منها حديث الصحيحين في صاحبي القبرين عندما مَرَّ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على قَبْرَيْنِ فقال: (( إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وما يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ أَمَّا هذا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ من بَوْلِهِ وَأَمَّا هذا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ)) ( [1] ). وإما الإجماع فجميع المسلمين يقولون في صلاتهم: (( اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم و من عذاب القبر))([2]) ولو أنهم لا يؤمنون بذلك لما استعاذوا منه، و من رحمة الله أن حجبه عنا فلا نسمعه ولا نراه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( لولا أن لا تدفنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر)) ( [3] ).

ومن أسباب عذاب القبر:

1. عدم التنزه من البول.

2. الغيبة و النميمة.

3. الغفلة عن القرآن و النوم عن الصلاة المكتوبة.

4. الكذب.

5. الزنا.

6. الربا.

الخطبة الثانية

لكي تسلم من عذاب القبر لابد من:

1. الاستعاذة.

2. تجنب أسبابه

3. الأعمال الصالحة المنجية من عذاب القبر.

 

 


 

[1] رواه البخاري 1/88 برقم 215 ، مسلم 1 / 240 برقم 292.

[2] رواه البخاري 1/268 برقم 798 ، مسلم 1 / 412 برقم 588.

[3] رواه مسلم 4 / 2199 برقم 2867.

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الشيخ أحمد المعلم