ولا تأمني أعداءَ دينِكِ واحذري
فإنّ شِباكَ القـومِ حـولَكِ تنتشرْ

يريدون منكِ الدِينَ والطُهرَ والحيا 
ومافيـكِ من خيـرٍ يزولُ ويـندثرْ

وتَغدينَ بين الناسِ سلعةَ تاجرٍ 
يَـبيعُك بيعَ الدونِ للآثمِ الأشرْ

يُحيلُكِ من بعد الصيانةِ معـولاً 
بأيدي عتاةِ المجرمين ومن كفرْ

بك تُهـدمُ الأخلاقُ بعدَ سموِّها 
وتُبْدُلُ بالفحشاءِ والعُهرِ والقَذرْ

وما خَلَقَ الرحمن حَوَّا بِضـاعةً
ولكنّها أسمى وأَغْلى من الدُّررْ

بهـا تَصْلُحُ الدنيا ويَنتشرُ الهـدى 
وتَشرُقُ أَنوارُ الفَضيلةِ في البَشرْ

إذا هي لم تَرْضخْ لنهجِ عدوِّها 
ولمْ تَنحرِفْ عمَّا بهِ اللَّهُ قدْ أَمَرْ

وقدْ حَفِظَ الرحمنُ بالوحيِ حقَّها
وقرَّرَه التنزيلُ في مُحكمِ السُّورْ

وأَعلنَه المختارُ في الحجِّ ساطعاً 
بـلا غَبَشٍ فيــما تلاهُ ولا غَـــــرَرْ

فَلُوذِيْ بِدِينِ اللهِ  تَحْــيَيْنَ حُـــرةً
وتَنْجَيْنَ من عادِيْ الذّئابِ إذا غَدرْ

ومن حُللِ الإيمانِ مِيسي بحـــلةٍ
إذا ما ارتدى بالفسقِ غيرُك واتَّزرْ

تناليـنَ في الدنيا السعــــادةَ والهنا 
وتَلقَينَ في الأخرى الكرامةَ والظفرْ

وتُمسينَ في الفِردوسِ في الغرفِ العلى 
نعيـــمٌ بِلا بـؤسٍ وصفـــوٌ بلا كَـــدرْ