القصائد الشعرية

ابن هادي العظيم ( مرثية في الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله تعالى )

2010-07-26



وطّن الــــــنفسَ للرزايــــا الكبــــارِ

بثباتٍ وحسبةٍ واصطبار

ويقينٍ وهمةٍ ورجاءٍ

يجعل اليأس لائذا بالفرار

لا تقلْ مات عالمٌ وإمامٌ

وتطيلُ النياحَ مثل الجواري

وليكنْ موتُ من يمتْ من ذوي الـ

ـعلم مُهيجا لنا على الإنتشار

ومعيناً وشاحذاً للنفوس

حرةٍ آمنت بفرض التباري

والبلوغِ لذروةِ العزِ حتّّى

تنزعَ الحق من نيوب الضواري

ولسدّ الفراغِ حين توالى

ناعي الموت بالشيوخ الكبار

كابنِ بازٍ وناصرٍ والعثيمين

ومن غاب قبلهم من دراري

وابن هادي العظيم من كان رمزاً

سامقاً  للوفا وحسنِ الجوار

ولحبّ العلومِ حباً يساوي

ما روينا لمسلم والبخاري

فهي أغلى لديه من كلّ غال

وأعزُ عليه من كل جاري

ملكتْ نفسه فلستَ تراهُ

ناظرا غيرها بغير احتقار

كمْ سمعناهُ صادقاً وهو يدلي

بحديث مؤثرٍ ذي اختصار

إن دنيا الملوكِ ليست تساوي

عندنا بعرة فلسنا نجاري

أهلَها رغبةً وحرصا عليها

فليبوؤا بوزرها والخسار

وليُتيحوا لنا مقاما كريما

آمنا نائيا عن الاحتكار

ننشر العلم والهدايةَ منه

مطمئنين فيه من كل طاري

لم يكن همّه سوى نشرِ علمٍ

ورسوخِ هدى وقمع مماري

زاهدٌ صادقٌ قريبٌ من الناس

بعيدٌ عن الريا والفخار

واضحُ النهج ما لديه التباسٌ

صادعُ النصح لم يكن بالمداري

إنْ قسا فهو غيرةٌ واهتمام

وإذا رق فللأولى اعتبار

فهو في الحالتين ما كان إلا

ناصحا ناصعا نقي الإزار

ساميَ القصد ما تجانفَ يوماً

لطريق موصل للبوار

وإذا هبّ عاصفٌ منه يوماً

بانتقادٍ فنال بعضَ الخيار

فله العذر فهو للنصح ناوٍ

وإنِ اللفظُ لم يكن بالعيار

ولعلّ الذي نواه من الخيرِ

مقيلٌ لبعض ذاك العثار

قفل لمن ذمه وأنحى عليه

وتشفى بموته لم يوارى

وغدا شامتا يهني ذويه

مستجيباً لما به من سُعار

من ذوي الرفض والتصوف والفسـ

ق وأهل الهوى وحزبِ الضرار

قل لهم فاخسأوا وموتوا من الـ

غيظ فلن ترجعوا بغير الشنار

أيموتُ الذي علا ذكرهُ النجمَ

واسرى لما وراءَ البحار

وأتته الوفود من كل فج

وتلقى نتاجَه كل قاري

وفشا علمُهُ وأذكى المصابيح

ليهدي بضوئها كل ساري

جددَ العلمَ بالحديث لدينا

فهو لابنِ الأميرِ نعم المجاري

ولقد شاعَ ذلك العلمُ فينا

فهو رحَبُ الدروب عالي المنار

وسقى الشيخُ غرسه فتعالى

وتدلى لنا بأزكى الثمار

ولئن ثابَ في الحقول بقولٌ

شوهت حسن ذلك الاخضرار

فهي من سنة الحياة وفيها

خيرُ درسٍ لمبتغي الإدّكار

ما على الشيخ ذنبُها إنما الذنب ُ

لمن أُوكلوا بصنع القرار

فاعرفوا الشيخَ واحفظوا عر

ضه الزاكي وصونوهُ عن خبيثِ الشفار

لا تقيسوه بالذين تباهوا

بانتسابٍ إليه عند الفخار

ولهم منه محضُ دعوى كِذَابٍ

وكلامٌ عن البراهين عاري

فلكم شوهَ الكرامَ لئامٌ

وازدُري التبرُ بارتداءِ الغبارِ

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الشيخ أحمد المعلم