سَلامٌ عَلَى إِبٍّ وَيَا لَيْتَ رَكْبَنَا بِتِلْكَ الْمُرُوجِ الْخُضْرِ طَالَ مُقَامُهُ
فَفِي إِبَّ أَسْبَابُ السُّرُورِ تَكَامَلَتْ وَأُعْطِيَ مِنْهَا كُلُّ دَاعٍ مَرَامُهُ
فَلِلْعَيْنِ مَا قَدْ أُلْبِسَتْهُ هِضَابُهَا وَحُلِّيَ مِنْهُ سَهْلُهُ وَإِكَامُهُ
وَلِلسَّمْعِ تَرْجِيعُ الطُّيُورِ وَشَدْوُهَا وَأَعْذَبُ لَحْنٍ إِذْ يَنُوحُ حَمَامُهُ
وَصَوْتُ خَرِيرِ الْمَاءِ مِنْ كُلِّ شَاهِقٍ إِذَا نَفَخَ الأَرْضَ اللُّجَيْنُ حُمَامُهُ
وَلِلأَنْفِ مَا فِي الْمِسْكِ وَالْعُودِ مِنْ شَذًى تَفَتَّقَ عَنْهُ وَرْدُهُ وَثُمَامُهُ
وَلِلنَّفْسِ فِيهَا رَاحَةٌ وَسَكِينَةٌ يَزُولُ بِهَا عَنْ كُلِّ قَلْبٍ سَقَامُهُ
وَقُرَّةُ عَيْنٍ لا تُضَاهَى وَمُتْعَةٌ يَجُودُ بِهَا لِلزَّائِرِينَ كِرَامُهُ
فَفَوْقَ قِرَى الأَضْيَافِ أُنْسٌ وَبَهْجَةٌ يُعَبِّرُ عَنْهَا بِشْرُهُ وَابْتِسَامُهُ
يَبِيتُ غَرِيبُ الدَّارِ فِيهَا مُؤَهَّلاً كَأَنَّ بِهَا مَنْ قَدْ حَوَتْهُ خِيَامُهُ
وَلِمْ لا وَهَذَا الْحُبُّ فِي اللَّهِ خَالِصًا بِفَضْلٍ مِنَ اللَّهِ اسْتَتَمَّ تَمَامُهُ
فَلَيْسَ لَهُ قَصْدٌ يُعَكِّرُ صَفْوَهُ وَلا غَرَضٌ دَانٍ فَيُخْشَى انْفِصَامُهُ
سَقَاهُ وَرَبَّاهُ وَأَدْنَى ثِمَارَهُ فَتًى صَدَقَتْ أَفْعَالُهُ وَكَلامُهُ
وَوَافَقَ مَا فِي النَّفْسِ مِنْهُ الَّذِي بَدَا فَأَثْمَرَ صِدْقًا صِدْقُهُ وَالْتِزَامُهُ
وَأَخْرَجَ جِيلاً صَادِقًا فِي مَسِيرِهِ يَسُرُّكَ مِنْهُ سَمْتُهُ وَانْتِظَامُهُ
عَلَى مَنْهَجِ الأَسْلافِ لَمْ يَأْلُ طَاقَةً وَإِنْ طَالَ بَيْنَ الْجَاهِلِينَ مَلامُهُ
تَرَاهُ وَفِي كُلِّ الْمَيَادِينِ مَعْلَمًا لَهُ شَاهِدٌ أَنَّ السِّمَاكَ مَقَامُهُ
وَإِنَّ الَّذِي رَبَّاهُ أَحْسَنَ صُنْعَهُ وَلَمْ يَبْنِهِ هَشًّا فَيُخْشَى انْهِدَامُهُ
وَلَمْ يَبْنِهِ أَعْمَى الْبَصِيرَةِ حَائِرًا وَلا ضَيِّقَ الأَعْطَانِ يُخْشَى انْقِسَامُهُ
يُحِبُّ بِحُبِّ اللَّهِ كُلَّ مُوَحِّدٍ وَإِنْ كَانَ لا يُرْجَى إِلَيْهِ انْضِمَامُهُ
وَيُبْغِضُ كُلَّ الْفَاجِرِينَ وَإِنْ بَدَا بِأَنَّ لَدَيْهِمْ عِزُّهُ وَاحْتِرَامُهُ
وَيَسْعَى لِنَصْرِ الدِّينِ بِالْعِلْمِ شَامِلاً وَلَيْسَ عَلَى جُزْءٍ يُصَبُّ اهْتِمَامُهُ
وَيَسْعَى لِنَشْرِ الْخَيْرِ فِي كُلِّ وِجْهَةٍ فَمَا انْحَازَ يَوْمًا قَصْدُهُ وَمَرَامُهُ
وَيَنْهَجُ نَهْجَ الإِعْتِدَالِ فَمَا غَلا وَلَمْ يَجْفُ فِي شَيْءٍ فَيُخْشَى انْهِزَامُهُ
فَسِرْ أَيُّهَا الْمَهْدِيُّ بِالْجِيلِ رَاشِدًا وَإِنْ كُنْتَ فِي عَصْرٍ كَثِيفٍ ظَلامُهُ
جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الشيخ أحمد المعلم