هَذَا سُؤَالٌ طَالَمَا أَعْيَانِي عَظُمَتْ مُصِيبَتُنَا فَمَنْ ذَا الْجَانِي
وَعَلِمْتُ بَعْدَ تَأَمُّلٍ وَتَدَبُّرٍ لِمَعَانِيِ الأَخْبَارِ وَالْقُرْآنِ
أَنَّ الَّذِي جَلَبَ الْفَسَادَ وَزَجَّ بِال شُّبَّانِ فِي لُجَجٍ مِنَ الْعِصْيَانِ
هُوَ رَأْسُ جَهْلٍ لَقَّبُوهُ بِعَالِمٍ فِي حَالِ فَقْدِ الْعَالِمِ الرَّبَّانِي
حَمَلَ الشَّهَادَةَ وَهْيَ زُورٌ ظَاهِرٌ وَمَشَى بِثَوْبٍ وَاسِعِ الأَرْدَانِ
فَاحْتَلَّ مَرْتَبَةَ الإِمَامَةِ وَالْقَضَا وَالْوَعْظِ وَالإِرْشَادِ وَالتِّبْيَانِ
وَكَذَلِكَ الْفُتْيَا تَقَلَّدَ ثَوْبَهَا بَشِّرْهُ مِنْ فُتْيَاهُ بِالْخُسْرَانِ
وَغَدَا يُرَبِّي الْجِيلَ مِنْ ضَحْضَاحِهِ فَأَتَى بِجِيلٍ وَاهِنٍ عَطْشَانِ
خِلْوِ الْفُؤَادِ مِنَ الْهِدَايَةِ وَالتُّقَى مَا ذَاقَ يَوْمًا لَذَّةَ الإِيمَانِ
مَا عُظِّمَتْ فِيهِ الْحُدُودُ وَلَمْ يَكُنْ فِي قَلْبِهِ لِلَّهِ مِنْ سُلْطَانِ
تَبِعَ الْهَوَى وَانْسَاقَ فِي شَهَوَاتِهِ إِذْ لَمْ يَجِدْ لِلشَّيْخِ مِنْ نُكْرَانِ
قَدْ طَالَ مَا يَلْقَاهُ فِي سُبُلِ الرَّدَى مُتَلَبِّسًا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَيُزَيِّنُ الْفِعْلَ الْقَبِيحَ بِقَوْلِهِ إِسْلامُنَا يَحْلُو لِكُلِّ زَمَانِ
إِسْلامُنَا سَهْلٌ يُسَايِرُ عَصْرَنَا وَيُشِيدُ بِالتَّنْظِيمِ وَالْعُمْرَانِ
يَا مَعْشَرَ الْمُتَزَمِّتِينَ تَفَتَّحُوا لا تَمْكُثُوا فِي الضِّيقِ وَالْحِرْمَانِ
لا تَحْرِمُونَا مِنْ حَضَارَةِ عَصْرِنَا فَقُطُوفُهَا لِلْمُجْتَنِينَ دَوَانِ
عَنْ طَيِّبَاتِ الْعَيْشِ لا تُقْصُونَنَا فَدَلِيلُهَا قَدْ جَاءَ فِي الْقُرْآنِ
لا تَمْنَعُوا الشُّبَّانَ مِنْ لَمَمِ الْخُطَى فَالدِّينُ مُحْتَاجٌ إِلَى الشُّبَّانِ
هَذَا كَلامٌ فِيهِ نَقْضُ عُرَى الْهُدَى فَكَأَنَّهُ وَحْيٌ مِنَ الشَّيْطَانِ
إِذْ لَمْ يُرِدْ مَنْ قَالَهُ حَقًّا وَلَمْ يَبْغِي سِوَى التَّشْكِيكِ فِي الإِيمَانِ
أَوْ يَبْتَغِي مِمَّا يَقُولُ مَآرِبًا عِنْدَ الشَّبَابِ وَشِيعَةِ السُّلْطَانِ
انْظُرْ إِلَى آثَارِ فِتْنَتِهِ الَّتِي عَصَفَتْ بِنَا فِي سَائِرِ الْبُلْدَانِ
كَمْ جَرَّأَ الْحُكَّامَ أَنْ يَتَحَكَّمُوا فِي قَوْمِنَا بِالظُّلْمِ وَالطُّغْيَانِ
كَمْ بَاعَ مِنْ فَتْوَى أَبَاحَ بِهَا الَّذِي قَدْ فَصَّلا تَحْرِيمَهُ الْوَحْيَانِ
قَدْ قَالَهَا بِالنَّصِّ الصَّرِيحِ بِزَيْغِهِ بِزُبَالَةِ الأَفْكَارِ وَالأَذْهَانِ
فَسَلِ الْمَصَارِفَ وَالْبُنُوكَ مَنِ الَّذِي أَرْسَى دَعَائِمَهَا مَعَ الأَرْكَانِ
وَسَلِ الْمَسَارِحَ وَالْمَرَاقِصَ وَالْغِنَا مَنْ ذَا أَبَاحَ صِيَاغَةَ الأَلْحَانِ
وَسَلِ الْمُصَوِّرَ كَيْفَ حَارَبَ رَبَّهُ أَمْ كَيْفَ بَاءَ بِلَعْنَةِ الدَّيَّانِ
وَسَلِ الْفَتَاةَ الْمُسْتَخِفَّةَ بِالْحَيَا أَيْنَ الْحِجَابُ وَحِصْنُهَا الإِيمَانُ
سَيُجِيبُ كُلٌّ دُونَ أَيِّ تَلَعْثُمٍ قَدْ جِئْتُ بِالْفَتْوَى مِنَ الدِّيوَانِ
جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الشيخ أحمد المعلم