الحمد لله رب العالمين، وبعد:
فهذه قصيدةٌ قد دافعت نفسي كثيرًا في نظمها، ومنذ زمن طويل، وكثيرٌ من أفكارها قد عَزَمتُ على إخراجه منذ زمن طويل؛ بل كثيرٌ منها قد خرج فعلاً بشكلٍ مُتفرِّقٍ، في محاضرات ودروس ومناسبات مختلفة، والآن وقد طفح الكيل وأصبح الشيخ مقبل - حفظه الله – يتحدَّى! وأصبح طلابه ينظمون القصائد التي تحوي مغالطاتٍ وتشويهًا كبيرًا وإيهامًا لمن لا يعرف حقيقة الحال، خرَّجت هذه القصيدة، وكنت أودُّ أن يُسدد الحال قبل الحاجة إلى إخراجها، ولكن الأمر لله.
وهي بين يديك أخي القارئ، وأرجو أن تُحمل على النصح والتصحيح، لا على الشماتة والتجريح، ومقدمتها عبارة عن نقْل للمطاعن التي وُجهت في قصيدة ذلك الطالب، وبعضها بالنص، وهي بين قوسين، وبعضها بالمعنى، وفيها كذلك بعض المطاعن الأخرى التي صرح بها الشيخ - حفظه الله - أو بعض طلابه، وهذه هي القصيدة:
قَالُوا نَكَصْتَ عَنِ الطَّرِيقِ الأَرْشَدِ قَطْعًا وَصِرْتَ إِلَى خَرَابِ الْمَقْصِدِ وَرَجَعْتَ عَمَّا كُنْتَ قَدْ أَعْلَنْتَهُ مِنْ نَقْدِ كُلِّ مُضَلِّلٍ وَمُقَلِّدِ وَنَقَضْتَ (دَعْوَتَنَا)[1] وَقَدْ أَبْرَمْتَهَا حَسْنَاءَ تَرْفُلُ فِي حُلِيِّ الْعَسْجَدِ وَتَرَكْتَ حَرْبَ الشِّرْكِ وَالْبِدَعِ الَّتِي طَمَّتْ وَبَانَ عَوَارُهَا لِلْمُهْتَدِي قَدْ كُنْتَ يَا هَذَا عَدُوَّ دُعَاتِهَا تَقْضِي عَلَيْهَا دُونَ بَابِ الْمَسْجِدِ وَتُحَارِبُ التَّقْلِيدَ دُونَ هَوَادَةٍ وَتَسُلُّهُ مِنْ حَائِرٍ مُتَرَدِّدِ وَتُصَيِّرُ الْوَحْيَ الشَّرِيفَ صَوَاعِقًا تَهْوِي عَلَى رَأْسِ الْجَهُولِ الْمُلْحِدِ وَتُجِدُّ فِي طَلَبِ الْعُلُومِ وَتَخْدُمُ الإِخْوَانَ دُونَ تَرَفُّعٍ وَتَرَدُّدِ (وَتَدُورُ أَيَّامُ الزَّمَانِ وَدَهْرُهُ) لِتَعُودَ لِلأَحْقَادِ وَالْجَهْلِ الرَّدِي وَغَدَوْتَ حَرْبًا لِلْكِرَامِ وَدَاعِيًا وَمُؤَيِّدًا لِذَوِي الضَّلالَةِ مُعْتَدِي وَتُمَجِّدُ الأَحْزَابَ وَالْفِتَنَ الَّتِي حَارَبْتَهَا إِذْ كُنْتَ حَقًّا مُقْتَدِي (وَتَصِيرُ أَخْبَارُ الزَّمَانِ لِشَيْخِنَا) (عَنْكُمْ وَعَنْ أَخْبَارِكُمْ بِتَجَدُّدِ) حَتَّى ظَهَرْتَ لَنَا بِخَمْسَةِ أَوْجُهٍ وَحَضَرْتَ مُرْتَضِيًا لِحَفْلِ الْمَوْلِدِ قُلْنَا مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَدَعَ الْهُدَى أَوْ نَرْتَضِي بِخِلافِ سُنَّةِ أَحْمَدِ أَوْ نَبْتَغِي غَيْرَ الصَّحَابَةِ قُدْوَةً وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمُ الْمُتَأَكِّدِ فَلَنَا مِنَ السَّلَفِ الْكِرَامِ أَئِمَّةٌ بِهُدَاهُمُ فِي كُلِّ شَأْنٍ نَهْتَدِي نَقْفُو طَرِيقَهُمُ الْقَوِيمَ بِحِكْمَةٍ وَبَصِيرَةٍ فِي صَدْرِنَا وَالْمَوْرِدِ وَلَنَا مِنَ الإِجْمَاعِ أَبْلَغُ حُجَّةٍ وَمِنَ الْقِيَاسِ بِشَرْطِهِ الْمُتَأَيِّدِ لَسْنَا مَعَ (النَّظَّام)[2] فِي إِنْكَارِهِ أَوْ جَاحِدِ الْعِلَلِ الْجَهُولِ الْمُفْنِدِ وَنَرُدُّ إِنْ نَشَبَ الْخِلافَ أُمُورَنَا لِلْوَحْيِ دُونَ تَلَكُّؤٍ وَتَرَدُّدِ وَمَعَ الْمُخَالِفِ لا تَضِيقُ صُدُورُنَا مَا دَامَ مُعْتَصِمًا بِحُسْنِ الْمَقْصِدِ إِلاَّ إِذَا رَفَضَ النُّصُوصَ وَرَدَّهَا لِلْكِبْرِ أَوْ لِلْعَقْلِ وَالرَّأْيِ الرَّدِي لَسْنَا كَمَنْ حَصَرَ الصَّوَابَ بِرَأْيِهِ مَنْ لَمْ يُوَافِقْهُ فَلَيْسَ بِمُهْتَدِ كَأَئِمَّةِ الرَّفْضِ الَّذِينَ مَقَالُهُمْ - زَعَمُوا - صَوَابٌ جَلَّ عَنْ أَنْ يُنْقَدِ وَذَوِي التَّصَوُّفِ مَنْ مَقَامُ مُرِيدِهِمْ كَالْمَيْتِ فِي يَدِ غَاسِلِيهِ مُمَدَّدِ قَدْ قَرَّرُوا أَنْ لَيْسَ يُفْلِحُ سَالِكٌ قَدْ فَاهَ يَوْمًا بِاعْتِرَاضِ الْمُرْشِدِ مَا خِلْتُ أَصْحَابِي عَلَى مِنْهَاجِهِمْ فِي ذَا السَّبِيلِ وَذَا الضَّيَاعِ المُبْعِدِ فَلِذَا اعْتَرَضْتُ وَلَيْتَ عَقْلِي مَا صَحَا كَيْلا يُشَكِّكَ شَيْخُنَا فِي مَقْصِدِي إِذْ لَيْسَ لِلصَّاحِينَ ثَمَّةَ مَوْضِعٌ وَأَرَى الْمَكَانَةَ لِلْغُفَاةِ الْهُجَّدِ أَوْ لِلَّذِينَ تَمَلَّقُوا لِمَآرِبٍ يَقْضُونَهَا وَسْطَ الْغَمَامِ الأَسْوَدِ أَمَّا الرُّجُوعُ فَمَا رَجَعْتُ عَنِ الْهُدَى وَعَنِ النَّصِيحَةِ وَالدِّفَاعِ الأَمْجَدِ لَكِنَّمَا كَانَ الرُّجُوعُ عَنِ الْهَوَى وَعَنِ الْجَهَالَةِ وَالْمِزَاجِ الأَسْوَدِ وَعَنِ الْوَقِيعَةِ فِي الأَفَاضِلِ وَالأَذَى لِلْمُؤْمِنِينَ عَنِ الْمِرَاءِ الأَنْكَدِ وَعَنِ السَّخَافَةِ وَالرَّقَاعَةِ هَارِبًا مِنْ أَنْ أَصِيرَ إِلَى الْحَضِيضِ الأَوْهَدِ وَرَجَعْتُ عَنْ نَزَقِ الشَّبَابِ وَطَيْشِهِ أَوَلَيْسَ مِنْ حَقِّ الْفَتَى أَنْ يَرْشُدِ أَيُرَادُ مِنِّي أَنْ أَظَلَّ مُرَاهِقًا وَأَجُوزَ خَمْسِينًا بِعَقْلِ الأَمْرَدِ وَرَجَْعْتُ عَنْ كِبْرٍ يُؤَدِّي بِي إِلَى بَطَرٍ وَغَمْطٍ لِلْمُحِقِّ الْمُهْتَدِي أَمَّا الْمُضَلِّلُ كَيْفَ كَانَ شِعَارُهُ فَعَلَيْهِ أَسْطُو صَادِقًا بِمُهَنَّدِي لا أَطْلُبُ الْخَصْمَ الضَّعِيفَ وَإِنَّما بِذَوِي السِّيَادَةِ وَالْمَكَانَةِ أَبْتَدِي وَأُحَارِبُ الظُّلْمَ الْعَظِيمَ وَإِنْ أَتَى مِنْ تَافِهٍ أَوْ مِنْ خَطِيرٍ سَيِّدِ لا كَالَّذِي دَارَى الطُّغَاةَ وَحَارَبَ الأَخْيَ ارَ دُونَ تَوَرُّعٍ وَتَزَهُّدِ طَلَبَ السَّلامَةَ ثُمَّ أَوْهَمَ نَفْسَهُ أَنَّ الصَّوَابَ حَلِيفُهُ لَمْ يَبْعُدِ لا بَلْ يَرَى هَذَا التَّنَاقُضَ سُنَّةً وَيَرَاهُ مِنْهَاجًا لِكُلِّ مُوَحِّدِ وَقَصِيدَتِي الْعَصْمَاءُ ثَابِتَةٌ عَلَى أَرْكَانِ نَهْجٍ بِالْكِتَابِ مُشَيَّدِ وَأَنَا عَلَيْهَا ثَابِتٌ مُتَمَكِّنٌ رَغْمَ الزَّلازِلِ قَدْ شَدَدْتُ بِهَا يَدِي وَأَمَطْتُ عَنْهَا مَا يُشَوِّهُ وَجْهَهَا مِمَّا اقْتَضَاهُ تَعَصُّبِي وَتَشَدُّدِي إِذْ قُلْتُ فِي التَّقْلِيدِ قَوْلاً جَائِرًا وَحَكَمْتُ حُكْمًا فِيهِ غَيْرَ مُسَدَّدِ وَشَدَدْتُ فِيهِ عَلَى الْجَمِيعِ وَلَمْ أَبُحْ بِالْفَرْقِ بَيْنَ مُحَقِّقٍ أَوْ مُبْتَدِي وَرَفَضْتُ أَقْوَالَ الأَئِمَّةِ كُلَّهَا وَكِتَابَ فِقْهٍ خَالِصٍ وَمُجَرَّدِ وَحَكَمْتُ فِيهِ وَيَا لَجَوْرِ حُكُومَتِي (مَنْ سَارَ فِي تَحْصِيلِهِ لا يَهْتَدِي) هَذَا الَّذِي كَانَ التَّرَاجُعُ عَنْهُ لا مَا جَاءَ فِي نَقْلِ الْكَذُوبِ الْمُفْسِدِ أَأُعَابُ أَنِّي قَدْ رَجَعْتُ إِلَى الْهُدَى؟ أَمْ أَنَّنِي مَا كُنْتُ فِيهِ بِمُهْتَدِي أَيَعِيبُ قَوْلِي مَنْ يَسِيرُ صِحَابُهُ مِثْلَ الْحَيَارَى فِي مَهَاوِي الْفَدْفَدِ يَتَهَافَتُونَ وَلا دَلِيلَ وَإِنَّمَا قَوْلُ الشُّيُوخِ دَلُيلُهُمْ فِي الْمَشْهَدِ أَيُعَابُ تَقْلِيدُ الأَئِمَّةِ جُمْلَةً وَيُبَاحُ تَقْلِيدُ الأَصَاغِرِ فِي الْغَدِ وَالشِّرْكُ وَالْبِدَعُ الْمُضِلَّةُ مَنْ لَهَا مُتَصَدِّيًا فِي النَّادِ أَوْ فِي الْمَسْجِدِ سَلْ إِنْ جَهِلْتَ وَمَا إِخَالُكَ سَائِلاً إِلاَّ حَسُودًا كَيْفَ يُنْصِفُ حُسَّدِي أَسَمِعْتَ تَجْدِيدَ الْمَعَالِمِ أَمْ نَمَا خَبَرُ الْغُلُوِّ إِلَيْكُمُ مِنْ مُسْنِدِ وَكَذَا فَعَالُ النَّاسِ عِنْدَ الْقَبْرِ قَدْ أَلْقَيْتُهَا فِي عُقْرِ دَارِ الْمُعْتَدِي وَهُنَاكَ فِي رَجَبٍ أَبَنْتُ مَعَالِمًا وَبِدَعْوَةِ التَّوْحِيدِ طُيِّبَ مَوْرِدِي وَسَلِ الْمَنَابِرَ وَالْمَنَائِرَ إِنَّهَا سَتُجِيبُ دُونَ تَلَعْثُمٍ وَتَرَدُّدِ مَا قَامَ فِي حَرْبِ الْخُرَافَةِ قَائِمٌ مِثْلُ الْمُعَلِّمِ مِنْ زَمَانٍ مُبْعَدِ فِي حَضْرَمَوْتَ وَمَا يَزَالُ مُرَابِطًا يَبْرِي السِّهَامَ بِهِمَّةٍ كَالْجُلْمُدِ وَيُعِدُّ بُرْكَانًا سَيَنْسِفُ فِي غَدٍ صَرْحَ الْخُرَافَةِ وَالضَّلالِ الْمُبْعَدِ سِتْرَ الْقُبُورِيِّينَ يَنْوِي هَتْكَهُ وَيُبِينُ أَسْبَابَ الضَّلالِ لِمَنْ هُدِي لا كَالْبَرَاكِينِ الَّتِي ثَارَتْ بِلا سَبَبٍ عَلَى أَهْلِ الْهُدَى وَالسُّؤْدَدِ وَتَبَاشَرَ الأَعْدَاءُ عِنْدَ سَمَاعِهَا وَبِهَا اطْمَأَنَّ فُؤَادُ كُلِّ مُعَرْبِدِ وَسَلِ الَّذِينَ وَصَفْتَهُمْ بِالْعِلْمِ هَلْ نَقَدُوا طَرِيقَ أَخِي الضَّلالِ الْمُفْسِدِ دَاعِي الْخُرَافَةِ فِي الْبِلادِ وَدَاعِيَ الإِفْسَ ادِ أَمْ هَلْ نَدَّدُوا بِالْمُلْحِدِ أَمْ سَدَّدُوا كُلَّ السِّهَامِ إِلَى نُحُ ورِ الذَّاكِرِينَ الرَّاكِعِينَ السُّجَّدِ الْحَامِلِينَ لِكُلِّ عِبْءٍ فَادِحٍ الصَّابِرِينَ عَلَى الْعَنَاءِ الْمُجْهِدِ جَمْعِيَّةٌ وَجَمَاعَةٌ وَتَجَمُّعٌ شُغِلُوا بِهَا عَنْ كُلِّ خَصْمٍ مُعْتَدِي أَمَّا الْعُلُومُ فَمَا هَجَرْتُ سَبِيلَهَا أنَّى لِمَنْ طَلَبَ الْعُلا أَنْ يَقْعُدِ؟ أَوَلَيْسَ طُلابِي بِكُلِّ مَدِينَةٍ أوَمَا سَمِعْتَ عَنِ الْمُبَارَكِ مَعْهَدِي مَنْ لِلْفَتَاوَى فِي الْبِلادِ يَصُوغُهَا مَنْ فِي الْمُكَلاَّ قِبْلَةَ الْمُسْتَرْشِدِ مَا السِّرُّ فِي هَجْرِي الْعُلُومَ وَإِنَّمَا فِي خَلْعِ تَقْلِيدِي لَكُمْ وَتَجَرُّدِي السِّرُّ فِي التَّصْحِيحِ وَالتَّصْرِيحِ وَالتَّوْضِي حِ رَغْمَ تَرَفُّقِي وَتَوَدُّدِي مَا اعْتَدْتُمُوا غَيْرَ الْمَدِيحِ مُوَفَّرًا مِنْ كَاتِبٍ أَوْ خَاطِبٍ أَوْ مُنْشِدِ فَإِذَا أَبَى حُرٌّ وَأَقْدَمَ نَاصِحٌ لِنِقَاشِ مَا يَخْشَى مِنَ الْوَضْع ِالرَّدِي صَاحُوا بِهِ مِنْ كُلِّ صَوْبٍ : إِنَّهُ الْحِ زْبِيُّ جَاسُوسُ الْعِدَى فَلْيُطْرَدِ فَنَأَى النَّصِيحُ وَحَاصَرَتْكَ بِطَانَةٌ مَا بَيْنَ أَعْمَى أَوْ حَسِيرٍ أَرْمَدِ أَوْ مُرْسَلٍ مِمَّنْ يُرِيدُ لَكَ الرَّدَى مُتَرَبِّصٍ بِكَ قَاعِدٍ بِالْمِرْصَدِ هُمْ ضَلَّلُوكَ وَأَوْهَمُوكَ وَغَيَّبُوا عَنْكَ الْحَقِيقَةَ فِي الرُّكَام ِالأَسْوَدِ هُمْ شَوَّهُوا صُوَرَ الْكِرَامِ وَزَيَّنُوا وَجْهَ الْقَبِيحِ وَبَغَّضُوكَ الْمُهْتَدِي هُمْ حَرَّضُوكَ عَلَى مُوَاصَلَةِ الأَذَى لِلصَّالِحِينَ وَلَوْ بِزُورِ الْمَشْهَدِ وَلِخِدْمَةِ الإِخْوَانِ جُلُّ جُهُودِنَا مَبْذُولَةٌ فِي سِرِّنَا وَالْمَشْهَدِ لَكِنَّ مَنْ هَجَرُوا وَصَدُّوا وَانْزَوَوْا عَنَّا وَآوَوْا لِلَّدِيدِ الأَبْعَدِ كَيْفَ الْوُصُولُ إِلَى اكْتِسَابِ رِضَاهُمُو وَإِلَى عَطَاءِ فَقِيرِهِمْ وَالْمُقْعَدِ أَنَّى وَقَدْ حَكَمُوا بِهَجْرِ مَجَالِسِي وَتَحِيَّتِي شِبْهَ السَّقِيمِ الْمُبْعَدِ وَبِأَنَّ قُرْبَانِي مُضِرٌّ كُلُّهُ حَتَّى الصَّلاةُ قَبِيحَةٌ فِي مَسْجِدِي وَالْحِقْدُ بَادٍ فِي وُجُوهِ عِصَابَةٍ تَلْقَى أُولِي التَّقْوَى بِوَجْهٍ مُرْبِدِ تَأْبَى السَّلامَ عَلَيْهِمُ وَإِنْ ابْتُدوا فَلِحِقْدِهَا وَلِكِبْرِهَا لَمْ تَرْدُدِ وَتَظَلُّ تَبْحَثُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ إِنْ وُجِدَتْ وَتَكْذِبُ حِينَمَا لَمْ تُوجَدِ وَبِدَائِهَا تَرْمِي الْبَرِيءَ وَتَنْحَلُ الأَ حْقَادَ وَالأَدْغَالَ مَنْ لَمْ يَحْقِدِ أَمَّا الْحُرُوبُ عَلَى الْكِرَام ِفَسَلْ بِهَا ذَا خِبْرَةٍ وَتَفَوُّقٍ وَتَفَرُّدِ سَلْ عَنْ مُصَارَعَةٍ وَسَلْ عَنْ غَارَةِ الْ "كَاسِيتّْ" وَالْكَاوِي وَزَجْرِ الْحُسَّدِ وَاسْأَلْ عَنِ الْبُرْكَانِ وَالتَّعْزِيزِ وَالإِسْكَ اتِ لِلْعَاوِي وَمَا لَمْ أَعْدُدِ جَرْحٌ وَتَعْدِيلٌ وَحِفْظُ مَنَاهِجِ الأَسْ لافِ وَالدِّينِ الْقَوِيمِ الأَرْشَدِ وَجِرَاحُ مَنْ طُعِنُوا هُنَا مَهْدُورَةٌ فِي الأَرْضِ لا قَوَدٌ وَلا أَحَدٌ يَدِي وَأَنَا أَنَا الْعَادِي أَنَا الْبَاغِي أَنَا الطَّعَّ انُ فِي عِرْضِ الْكَرِيمِ الأَمْجَدِ وَجَرِيمَتِي التَّبْيِينُ وَهْوَ مُحَرَّمٌ مِثْلُ الْكَلامِ مُحَرَّمٌ لِلْمُقْتَدِي وَحِكَايَةُ الأَحْزَابِ جِدُّ عَوِيصَةٍ وَحُدُودُهَا لِلْقَوْمِ لَمْ تَتَحَدَّدِ هِيَ طَلْسَمٌ هِيَ غُولُ قَفْرٍ مُرْعِبٍ هِيَ فِي رِقَابِ الْخَصْمِ نَصْلُ مُهَنَّدِ هِيَ وَسْمُ عَارٍ فِي جَبِينِ مَنِ ابْتُلِي بِأَذَاهُمُ وَعَنَاهُمُ الْمُتَجَدِّدِ فَالْقَوْمُ قَدْ هَرَفُوا بِمَا لَمْ يَعْرِفُوا فِيهَا وَقَدْ حَمَلُوا بِمَا لَمْ يُولَدِ وَأَنَا تُرَانِي مَنْ أُمَجِّدُ مِنْهُمُ أَلْبَعْثَ أَمْ لِلإِشْتِرَاكِي الْمُلْحِدِ أَمْ ذَلِكَ الْحِزْبُ الَّذِي قَدْ مَجَّدُوا أَقْطَابَهُ وَسَمَوْا بِهِ لِلْفَرْقَدِ أَمَّا عَنِ الْأَخْيَارِ يَا لَهْفِي عَلَى شَيْخِ الْحَدِيثِ وَرَمْزِهِ الْمُتَفَرِّدِ كَيْفَ اسْتَجَابَ إِلَى النَّمِيمَةِ مُسْرِعًا وَمُصَدِّقًا مِنْ غَيْرِ نَقْدِ الْمُسْنِدِ كَيْفَ اسْتَجَابَ وَفِي الْمُتُونِ نَكَارَةٌ وَالْقَطْعُ فِي إِسْنَادِهَا لَمْ يُسْنَدِ وَالْجَرْحُ فِي بَعْضِ الرُّوَاةِ مُبَيَّنٌ بِالْجَهْلِ أَوْ بِالْكِذْبِ وَالرَّأْيِ الرَّدِي فَأَصَابَ أَقْوَامًا لِذَا بِجَهَالَةٍ وَلَسَوْفَ يَنْدَمُ لِلتَّسَرُّعِ فِي غَدِ وَبِذَا رُمِيتُ أَنَا بِخَمْسَةِ أَوْجُهٍ وَبِأَنَّنِي بَاشَرْتُ حَفْلَ الْمَوْلِدِ وَبِأَنَّنِي قَبَّلْتُ رَأْسَ مُخَرِّفٍ كَذَبُوا وَمَا عَبِئُوا بِمِلْءِ الْمَسْجِدِ كَذَبُوا كَمَا قَذَفُوا الَّذِي يَعْنُونَهُ وَرَمَوْهُ مِنْ حِقْدٍ بِسَهْمٍ أَنْكَدِ مَا كَانَ صُوفِيًّا وَلا بِمُخَرِّفٍ يَوْمًا وَلا كَلِفًا بِتَقْبِيلِ الْيَدِ! فَاسْمَعْ رَعَاكَ اللَّهُ يَا شَيْخَ التُّقَى لِلنُّصْحِ بِالإِجْمَاعِ لا بِتَفَرُّدِ مِنْ سَائِرِ الْعُلَمَاءِ وَالْعُقَلاءِ وَالأَخْيَ ارِ مِنْ قَلْبِ الشَّفِيقِ الْمُرْشِدِ أَقْبِلْ عَلَى الْعِلْمِ الَّذِي أُوتِيتَهُ وَحَبَاكَ رَبُّكَ فِيهِ سَامِي الْمَقْعَدِ أَقْبِلْ عَلَى إِسْنَادِهِ وَمُتُونِهِ وَالْفِقْهِ تَظْفَرْ بِالنَّضَارَةِ فِي غَدِ أَلِّفْ وَحَقِّقْ خَرِّجِ الطُّلابَ بَلِّ غْ مَا حَفِظْتَ مِنَ الصَّحِيحِ الْمُسْنَدِ وَدَعْ مَا لَسْتَ فِيهِ بِعَالِمٍ لِسْوَاكَ تَسْلَمُ مِنْ سِهَامِ الْحُسَّدِ سَدِّدْ وَقَارِبْ زِنْ كَلامَكَ حَدِّدِ الأَعْ دَاءَ وَاحْذَرْ مِنْ خَبِيثِ الْمَقْصِدِ سَامِحْ أَخَاكَ فَقَدْ أَطَالَ عِتَابَهُ وَالصَّفْحُ مِنْ شِيَمِ الْكَرِيمِ السَّيِّدِ |
[1] أي قصيدة "هذه دعوتنا ".
[2] هو إبراهيم بن يسار أحد أئمة المعتزلة الذي أنكر الإجماع.
جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الشيخ أحمد المعلم