الحمد لله الذي حفظ الدِّينَ ونوع وسائل حفظه، وألهم العلماء ما يحفظون به وحيه، فبلَغُوا الغاية في حِفْظِ معناه ولفظه، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا محمد الذي وضَعَ لنا أُسس نقل الأخبار، وأُصُولَ تلقي العلوم والآثار، صلَّى الله عليه وعلى آله الأطهار، وصحابته الأخيار؛ الذين نقلوا لنا الدين، وأفهمونا مراد الله رب العالمين، ومراد رسُولِه الصَّادِقِ الأمين، وعلى تابعيهم بإحسان وتابعي تابعيهم إلى يوم الدين.

أما بعد: فإنِّي قد تطفَّلتُ على العلماءِ المُؤلّفين والنَّاظِمين، فنظمتُ عددًا مـن المنظومات في عددٍ من العلوم والأبواب، من ضمنها هاتان المنظومتـان «البلبـل الصَّدَّاح في علم الاصطلاح» و « إيناس الغربة في نظم النُّخبة - نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر - للحافظ ابن حجر العسقلاني».
وهاتان المنظومتان قديمتان لدَيَّ، فقد نظمتهما ما بين عامي ألف وأربعمئة وألف وأربعمئة وأربعة تقريبًا (١٤٠٠ هـ - ١٤٠٤هـ) ، وبقيتا حبيستين لدي على أمل أن يتيسر لي نشرهما مع بقيَّة المنظومات المتعلقة بـعـلـم الـحـديث والرجال؛ فلما طال العهد، ولم يتحقق ذلك : شجَّعني بعضُ مَن لهم يد في خدمةِ المُتُون العلمية على نشرهما منفردتَين، ووافق ذلك حاجَةً في نفسي، فكلفتُ الابن البار محمد بن سعيد بكران - حفظه الله - الذي قد حقق عددًا من المتون العلمية في فُنُونٍ مُختلِفةٍ أن يعدَّهما للنشر، فبادَرَ - جزاه الله خيرًا- بذلك على الوجهِ الَّذِي أرضاني، وأرجو أن يُرضي القُرّاء الكرام والمهتمين بهذا العلم الشريف. وأسألُ الله أن ينفع بهما، ويجعلهما وجميع أعمالي خالصة لوجهه الكريم.

🖋 كتبه/
أحمد بن حسن المعلم
٢/٢٨/ ١٤٤٤هـ