الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد :
فقد درج عدد من العلماء في الفنون المختلفة على نظم بعض المتون والأبواب من العلم أو المسائل المهمة ليتيسر على الطلاب حفظها ، وتباروا في ذلك. فأبدعوا أيما إبداع ، وصارت بعض تلك المنظومات عمدة في بابها . ومع تقصيري وقلة بضاعتي في العلم أعجبني ذلك الأسلوب في تقديم العلم للطلاب وتسهيله لهم ، فقررت المشاركة أو التطفل على أولئك الأعلام ، فنظمت أبواباً مختلفة من أبواب العلم : في العقيدة والفقه والحديث والآداب والسيرة وبعض المسائل المتفرقة . كان ذلك قبل زمن طويل يمتد من عام ( ١٤٠٠ هـ - ١٤٠٦هـ) وقـد بـقـيـت حـبـيـسـة أدراجي وملفاتي إلى هذا الوقت ما عدا اطلاع بعض الإخوة عليها ، أو تدريسها لبعض الطلاب ، وقد رغب كثيرون ممن اطلعوا عليها أن تعد للطبع ، فدفعتها لبعض الإخوة من طلاب العلم فأعدها لذلك ، وتبنى القيام بطبعها مركز الكلمة الطيبة - جزى الله القائمين عليه خير الجزاء - وهذه المجموعة هي القسم الأول من المنظومات ، وسيتبعه – إن شاء الله – القسم
الثاني ، والذي معظمه في علوم ومصطلح الحديث .

وتلك هي بضاعتي المزجاة والتي نظمتها قبل أكثر من عشرين عاماً، وتركتها على ما هي عليه إلا ما كان من خطأ صريح في الشكل أو المضمون لا يحتمل التأخير فقد حاولت إصلاحه ، أما ما توصلت إليه ذلك الوقت من الأحكام فتركتها على ما هي عليه ؛ للمحافظة على روح ومذاق الوقت والظرف الذي قيلت فيه ، ولعل فرصة قادمة تتاح للتعليق على بعض المواضع في طبعة أخرى ، لأعرف بما يمكن أن أكون قد غيرت رأيي فيه ، فينبغي أن يكون هذا على بال القارئ الكريم ، الذي يسعدني أن يبعث إلي بأية مـلاحـظـة قـد تـفـيـدنـي وتـفـيـد القراء في الطبعات القادمة إن شاء الله
أسأل الله الإخلاص والقبول والتسديد ، إنه سميع مجيب .

أحمد بن حسن المعلم
المكلا - اليمن
٩ / ١٠ / ١٤٢٧هـ