المنظومات العلمية

إحكام النظام في أحكام الصيام

2007-10-13



مقدمة الناظم:‏
‏1-‏ بحمدِ الذي رفعَ الحامدين ** وأجزلَ للشاكـرين النِّعـمْ
‏2-‏ سنبــدأُ سائرَ أقوالنا ** وبالحمــدِ أقوالَنا نختتــمْ
‏3-‏ فحمداً جزيلاً على كل حال ** لمولى الجزيلِ وباري النَّسَمْ
‏4-‏ وبعد فهذا نظـــامٌ بديع ** تناسق كالجوهـر المنتَظِمْ
‏5-‏ تضمّن تلخيصَ بابِ الصيامِ ** وأوجـزَ أحكامَه والحِكمْ
‏6-‏ وقرّب ما يقتضيـه الدليلُ ** لسائـــرِ طلابهِ فانسَجَمْ
‏7-‏ على مذهـب السالفين الكرامِ ** ونِعمَ المعوَّل والمعتصَمْ
‏8-‏ فليس لنــا دونـه مذهبٌ ** ولسـنا إلى غيـره نحتكمْ
‏9-‏ ولكننا نتبع البينـــاتِ ** ونقفو الأدلــةَ في كل يـم
‏10-‏ ولولا تضايُق بحر القصيد ** وخشية بسطٍ يجر السَّأَم
‏11-‏ لسقتُ الأدلةَ مثل الشموس ** تزيل عن السائرين القَتم


فضل رمضان وفضل الصوم:‏
‏12-‏ فكم قد روى فضله من ثقات ** وكم فيه من خبر قد عُلم
‏13-‏ فقد فضـل الله أيامه ** على سائر الدهر منذ القـِـدم
‏14-‏ ففيها يُكفَّــرُ ذنبُ العباد ** وتعظم للعاملين القِسـَـم
‏15-‏ وفيها يفتَّح بابُ الجنان ** ليدخـلَ من رامها واعتـزَم
‏16-‏ وفيها يُغلَّـق باب الجحيم ** ويُعتـق فيها الذي قد رُحم
‏17-‏ وفيها الشياطيـنُ مغلولةً ** فلا يصِلــون لكيـد الأُمم
‏18-‏ فيخلو بذاك طريـقُ الهدى ** ويغدو بأربابه مُزدحِــم
‏19-‏ وفيها ينادي منادي الفلاح ** أيا باغي الخيـر حيّا هلُم
‏20-‏ ويا باغي الشر أقصِر فما ** لشرّك في شهرنا من قَدم
‏21-‏ وقد أنزل الله قرآنـه ** بشهر الصيام ليجــلو الظُّلم
‏22-‏ لذلك جبريلُ جاء الرسولَ ** يدارسه فيه حتى ختــم
‏23-‏ وللصوم فضل عظيم وما ** درى قدْرَه غيرُ باري النَّسَم
‏24-‏ وقد ضاعف الله أعمالنا ** وقال: الصيام لنا والتــزَم
‏25-‏ تعالى بأن يجزي الصائمين ** بغيرِ حسابٍ فيا للكـَرَم
‏26-‏ وللصائمين هنا فرحـةٌ ** إذا حــان فطرهمُ وانتظم‏
‏27-‏ وأخرى إذا همُ لاقوا الإله ** ووفاهمُ وعده الملتــزَم
‏28-‏ وفاح الخلُوف كمسك شذيٍّ ** وأشرع ريانُهم وازدحم
‏29-‏ وقيل ادخلوه فلا تظمئون **فقد فات وقت الظما وانصرَم
‏30-‏ هنيئـاً بما كان أسلفتمُ ** من الجوع والعطش المحتدِم


حِكَمُ الصيامِ وأسرارُه:‏
‏31-‏ وللصوم معْ فضله حكمةٌ ** وسرٌّ بدا بعضه واكتَتَم
‏32-‏ فمِن سِرِّه أنه مدخلٌ ** لتقوى الإله عظيم النِّقــم
‏33-‏ ومن سِرّه تركُ محبوبنا ** لمحبوب خالقنا ذي النعم
‏34-‏ فتسموا بذاك نفوسُ الورى ** وكم مَن به عن هواه انفَطَم
‏35-‏ ومنه التخلي لذكـرِ الإلهِ ** إذا ما خلا البطنُ ثم استَجَم
‏36-‏ ومنه تنبُّهُ أهلِ الغنى ** إلى الجائعين وأهلِ العـــدم
‏37-‏ فتسمحُ بالصدقاتِ النفوسُ ** وتسمو إلى الصالحاتِ الهمم‏
‏38-‏ ومن ذاك كسرُ جماحِ النفوسِ ** بأغلال تجويعها واللُّجَم
‏39-‏ وتعليمها الصبرَ والانضباطَ ** وتخليصها من رديء الشِّيَم
‏40-‏ ومنها الشفاءُ لأسقــ،امنا ** إذا ما كُفينا شــرور التُّخَم ‏


وجوب الصوم:‏
‏41-‏ وليس بخافٍ على المسلمين ** بسائر أعرابهم والعجم
‏42-‏ سموُّ منازلِ ركن الصيام ** من الدين حتى غدا كالعلَم
‏43-‏ وعدّوه رابعَ أركانــه ** بذلك يدري الفتى والهَـرِم
‏44-‏ فمُنكِرُهُ كافرٌ باتفـاق ** يصيــر إلى حلّ مال ودم
‏45-‏ وتاركه كسلاً بالفسوق ** يُسمّى وفي دينـــه يُتّهم
‏46-‏ وبشّره بالويلِ يوم المعادِ ** إذا جمع اللهُ كل الأمـم


بِمَ يثبتُ الشهر؟:‏
‏47-‏ وتثبتُ أحكامُ شهر الصيام ** برؤيا الهلال قبيل الظُلَم
‏48-‏ ويكفي لإثباته مسلــمٌ ** ولو واحــدٌ حيث لا يُتّهم
‏49-‏ سوا ذكرٌ كان أو عكسه ** وحرٌ وعبدٌ إذا ما احتلـم
‏50-‏ وإلا فإتمــام ما قبله ** ثلاثين يومـاً فلا تنخــرِم
‏51-‏ ولا تسبقَنْه بصـومٍ وإن ** يَحُل دونَهُ سُحــبٌ أو قَتَم
‏52-‏ ومن صام في يوم شكٍّ فقد ** عصى ولغا صومه وأثِم
 

من يجب عليهم الصوم:‏
‏53-‏ وفرضٌ على مسلـم عاقل ** مقيمٍ بلا مانــعٍ محتلِم
‏54-‏ يطيقُ أدا الصومِ في وقته ** بأمــر شريعتنا المنحتِم
‏55-‏ فلا توجبوه على كافر ** فليس بأهلٍ لهذا الكـــرم
‏56-‏ كذا فاقدِ العقلِ لا واجبٌ ** عليه ويُرفــعُ عنه القلم‏
‏57-‏ فيفطر من جُنّ أومَن غدا ** بلا عقلَ من مرضٍ أو هرَم
‏58-‏ كذلك من طال إغماؤُه ** إذا زال إدراكُــــه وانعدم
‏59-‏ وأطفالنا إن أطاقوا الصيامَ ** يصومون قبلَ بلوغ الحُلُم
‏60-‏ وذلك من أجل تعويدِهم ** عليه وليس بفرضٍ حُتِـــم
‏61-‏ وما من قضـاءٍ على هؤلاءِ ** لأن تكاليفَـــهم لم تَتِم
‏62-‏ ولكنّ من عاد إدراكُــه ** بيومِ الصيـــامِ له فليصُم
‏63-‏ ويقضي لِمَا فات من يومه ** ويُمســكُ ثم القضا ينحتِم
‏64-‏ وذوالكفر يُسلم وسطَ النهارِ ** فذلك يُشبــهُ أهل السقَم
‏65-‏ ومن لم يطلْ وقتُ إغمائه ** ويُشبههُ الطفــلُ إن يحتلم‏
‏66-‏ فإن كان في ليلهِ قد نوى ** وأمســك في يومه وانفطَم
‏67-‏ فقد تمَّ ما كان من صومه ** وذلك من فضلِ مولِي النِّعم
‏68-‏ وذاتُ المحيضِ وذات النفاس ** فصومُهما باطلٌ قد حَرُم
‏69-‏ وأما المسافــرُ فلينظرِ الـ ** مُيسّر فليُفْطِرَنْ أو يصم‏
‏70-‏ ولا تنكرنّ على مُفطــرٍ ** ولا صائــم قادرٍ لم يُضم‏
‏71-‏ وأما المريضُ فإن لم يَشق ** عليه فلا رخصة تعتـــزم
‏72-‏ وإنْ شقّ من غير إضــرارِهِ ** فخيِّره وليخترِ المنسجِم
‏73-‏ وأما إذا ما أضــرّ الصيامُ ** به فهنا فطــرُه قد لزِم
‏74-‏ وأهل الزمانـــةِ والبالغون ** من العمر غايتهِ والهرَم
‏75-‏ إذا لم يُطيقوا أداءَ الصيام ** فكفـــــارةٌ عنهم تُلتزَم
‏76-‏ فيطعم عن كل يوم فقيراً ** فإن شاء قسّمـــهُ بينهم‏
‏77-‏ وإن شاء فليدعُ تَعدادَ ما ** عليه ويُشبِعُــــهم كلّهم
‏78-‏ ولا تُطعِمَنّ غنياً بها ** فلا تجزِ في غيــر ما قد رُسم
‏79-‏ ومن شقّ حملٌ بها أو رضاع ** على النفس والولدِ المحترَم
‏80-‏ فتفطر واختلفـوا في الذي ** عليها من الحــقّ منذ القِدَم
‏81-‏ فأكثرُهم أمـروا بالقضاءِ ** على أي حــالٍ وفي كل يَم
‏82-‏ وقال ابنُ عباس وابن الذي ** يفرِّق بين الضيــا والظُلم
‏83-‏ هما يُطعمان ولا يقضيانِ ** وقاساهُما بالعجــوز الهرِم
‏84-‏ وقيل ســوى ذينِ لكنـه ** ضعيفُ الدليــلِ فلا يُلتزَم


النية في الصوم:‏
‏85-‏ ولابدَّ للصوم من عُنصرين ** إذا زال بعضُهما ينهـــدِم
‏86-‏ هما نية من قُبَيل الصَّباح ** لواجبِ صـــومٍ عليه انحتَم
‏87-‏ ومن لم يكن قد نواه بليلٍ ** فلا صــومَ يُجدي هنا أو يتم
‏88-‏ ويجزيء في النفل أن ينوِه ** نهاراً إذا لم يكــن قد طَعِم


المفطرات:‏
‏89-‏ وثانيهما هو إمساكُــه ** عن المُفطِــرات كما قد عُلم
‏90-‏ وعدتها ستة فاعلمــوا ** هي الأكلُ والشرب ثم يُضم
‏91-‏ إليها الذي فيه معناهما ** كحقــن غـذاءٍ وإعطاءِ دم‏
‏92-‏ وأما الذي ليس من جنسِ ذا ** كحقن الـدواءِ فلا ينخرم‏
‏93-‏ به الصومُ نحو علاج الجروح*أوالدهن في الرأس أوفي القَدم
‏94-‏ وقطــرةِ أذنٍ وقطرةِ عينِ ** وكحلٍ لزينةٍ أو لسقـــم
‏95-‏ وإن بلـغ الحلقَ من طعمه ** إذا لم يصـــله بأنفٍ وفم‏
‏96-‏ فلا شيءَ في كلِ ذا فاعلموا ** وضُجُّوا بشكـر مُعيد النعم
‏97-‏ ومما يفطِّر فعلُ الجماع ** وإنزالُ مني بفعــــل كشَم
‏98-‏ وتقبيلُ أو لمسُ أو نحـوه ** ولا شيء فيما أتــى بالحلُم
‏99-‏ كذا الفكرُ أو نظرةُ كل ذا ** ولا فطـــر بالمذي فليفتَهم
‏100-‏ ومنها تقيُّـؤه عامداً ** ولو لغثاالنفــسِ أو للسقــــم
‏101-‏ وإن ذرع القيءُ أصحابَه ** فلا شيءَ فيه فخـــذ ما رُقم
‏102-‏ وسادسُها حيضــها والنفاس ** وذلك أمـــر لكل عُلم


بعض مسائل الصوم المتعلقة بالحيض والنفاس:‏
‏103-‏ وتفطـــر لو لِبَقا لحظةٍ ** من اليوم من قبل أن يُختتم
‏104-‏ كذا إن تأخرّ من طُهـــرها ** إلى مطلع الفجر فلتلتزم
‏105-‏ قضاذلك اليـوم أما التي ** تطهَّــر في أُخريـات الظلم
‏106-‏ ولو أخرت غسلها للصباحِ ** فقد زالَ مانعُها فلتصُم
‏107-‏ كذا جنبٌ أخَّر الاغتسالَ ** إلى الصبحِ مع أنه معتزِم
‏108-‏ على الصوم يُقبل منه الصيام ** لأنّ الرسولَ بهذا حكم‏
‏109-‏ ومن طهُرت من دماءِ النفاس ** وعدتُّها بعد لم تَستَتِم
‏110-‏ فإن عليها أداءَ الصـــلاة ** كذاك الصيامِ وأن تلتزم‏
‏111-‏ بكل الذي يلزم الطاهــراتِ ** فحكمُ النفاسِ هنا لم يدُم


شروط المفطرات بعد فروعها:‏
‏112-‏ وغيرُ المحيض وغير النفاس ** من المفطرات فلا ينثلم
‏113-‏ بها الصومُ إلا إذا أكملت ** ثلاثَ شـــروط بهن تتم
‏114-‏ هي العلـم والذكـر والاختيار ** بهذا أدلتنـــا تلتئم
‏115-‏ فمن كان يحسب أن النهار ** لـــم يأتِ ثم بشيء ألَم
‏116-‏ ومن كان يحسب أن المساء ** أقبلَ من شرقـه وادْلَهَم
‏117-‏ فأفطرَ ثم بــــدا أنــه ** بما ظنَّه مخطئُ قد وهِم
‏118-‏ ومن كان يجهلُ بعض الذي ** مضى ثم قارفه ما علِم
‏119-‏ فليس عليه قضــاءٌ ولا ** يعاقَب فيــما أتى أو يُذم
‏120-‏ كذاك مقارفــها ناسياً ** ولو بالجماع فلا ينثـــلم
‏121-‏ عليه الصيامُ كذلك من ** أتى مكرَهاً بعضَ هذي الحُرم
‏122-‏ فلا شيء لكــنّ من شرطه ** لذلك إلجـــاؤه فافتهم

الأحكام المترتبة على من باشر مفطراً من المفطرات:‏
‏123-‏ وفي كل ما مرّ من مفطرات ** قضاءٌ بمقــداره يُلتزَم
‏124-‏ ويأثمُ إنْ كان من دون عـذر ** وإن كان في رخصةٍ لم يُلَم
‏125-‏ وزيد لمفسـده بالجماع ** كفــارةٌ تجـبر المنهــدم
‏126-‏ هي العتق إن كان ثم صيام **شهرين من غيـر أن ينخرم
‏127-‏ فإن لم يطقه فإطعامــه ** لستين ذي حاجــة أو عدم
‏128-‏ ويقضي المريضُ وذاتُ المحيض**وذات النفاس ومن لم يقم
‏129-‏ بتعداد ما كان قد أفطـروه ** بأي زمـــان يسوغ لهم
‏130-‏ شريطــة ألا يحول الصيام ** عليه فيأثـــم فيمن أُثم
‏131-‏ وليس التتابـــع من شرطه ** وليس عليه دليــل يتم
‏132-‏ ولا صوم نفلٍ لمن لم يكن ** قضى ما عليه من المنحتِم


حكم من زال عذره أثناء النهار في رمضان:‏
‏133-‏ ومن زال موجبُ إفطاره ** أو العذر ممن مضى حكمهم
‏134-‏ وذلك أثناء يوم الصيامِ ** كطُهر وبُـرء وســـارٍ قَدِم
‏135-‏ فقيل يصومـون ما أدركوه ** وقيل يظلـون في فطرهم
‏136-‏ ولكن يُسرون لا يجهرون ** لكي يتقـــون سِهام التهم
‏137-‏ ومن أفطروا دون عذر صحيح ** فإمساكهم واجبٌ منحتم‏
‏138-‏ فإنّ المعاصيَ لا تُستباح ** بها حرمةُ الشهر أو تُختــرم


المباحات في الصوم وما يعفى عنه:‏
‏139-‏ ونهيُ الرسول عن الاحتجام ** صـح لنا نسخُـه فاحتجَم
‏140-‏ كذا الفصُد أيضاً وأخذُ الدماء ** مبـاحٌ إذا ربّه لم يُضـم
‏141-‏ ولا ضير يلحقه بالرُّعاف ** كما يتوهّمـــه من وهِـم
‏142-‏ ورُخّص للــزوج تقبيله ** لزوجتهِ معَ لمــس وضَـم
‏143-‏ إذا هو آنــس من نفسه ** ضمانَ التباعــد عما حـرم
‏144-‏ وضبط النفوس فلا يُنْزلان ** فيفسدُ صومهمـــا إن يحم
‏145-‏ وخير لمن خاف مما مضى ** لزوم السلامــة فليعتصم
‏146-‏ ولا ضير في الطيب حتى البخور**ولا تنشقـنّ دخاناً ضُرِم
‏147-‏ لما قد يصاحبه من جسوم ** تطايــر من حرقه كالحمم
‏148-‏ فتبلغ للجوف من أنفه ** بمحـــض اختيارٍ وفعلٍ وشمْ
‏149-‏ وما دخل الجوفَ من أنفه ** فذاك بتفطيـــره قد حُكِم
‏150-‏ وأما الدخان المضرّ الخبيثُ ** فشاربه مفطــر قد أثم
‏151-‏ ولا ضير في البرد والاغتسال** ومضمضـةٍ وكذا إن طعم
‏152-‏ طعاماً ومجّ مع الاحتراس ** أن يصل الجــوف أو يلتقم
‏153-‏ كذا ما تسرّب لا باختيار ** كمثـــل الغبار إذا ما اقتحم
‏154-‏ ومثل غبار نخال الدقيق ** ومثـــل الذباب إذا ما هجم
 

سنن الصوم وآدابه:‏
‏155-‏ وسُنّ لمن صام أكلُ السحور ** وتأخيرُه معْ بقاء الظّلَم
‏156-‏ إلى صادق الفجر لا بعده ** كما أمرَ الله فيما حكم
‏157-‏ وبادر بفطرِك عند الغروب ** فإن التأخر عنه يُذَم
‏158-‏ فأفطر على رُطَبٍ إن وجدت** وإلا على التمرِ أو كنت لم
‏159-‏ تجده فماءٌ وقلْ عندهُ ** بما قال قبلَك خيرُ الأمم
‏160-‏ وما صحّ فيما علمتُ سوى ** حديث ذهابِ الظما فالتزم
‏161-‏ وسُنّ له كسواه السواكُ ** بسائر آنائه فاغتنم
‏162-‏ وسُنّ له تركُ هجرِ الكلام ** وقولُ أنا صائمٌ إن شُتِم
‏163-‏ ولا يرفثنّ ولا يصخبنّ ** ولا يجهلنّ ولا ينتقم
‏164-‏ ومن لم يدع خلقَ الجاهلين ** وزورَ الفعال وزورَ الكَلِمْ
‏165-‏ فلا خير في تركه الطيبات ** وإرساله النفس فيما يُذَم
‏166-‏ وادْعُ فللصائم دعوةٌ ** تجاب ويعطى بها ما قُسِم
‏167-‏ وليست تخصّ بوقت الفطور** وما جاء في ذاك لم يستقم
‏168-‏ وأكثر من الذكر واتل الكتاب ** وأكثر تلاوتهُ ثم قم
‏169-‏ فمن قامه مؤمناً طالباً ** لنيلل الثواب ونيل الكرم
‏170-‏ يكفّر سالف آثامه ** فجدّ لتكفيرها واعتزم
‏171-‏ وفي العشر ضاعف من الصالحات**وشمّر لإحيائها والتزم
‏172-‏ وفيها يسنّ لنا الاعتكاف ** لتخلوَ من كلّ شغل وهم
‏173-‏ فقد كان ذلك دأب الرسول ** وشأن الخيار وأهل الهمم
‏174-‏ ففيها الجوائز للعاملين ** وفيها تُنالُ وتعطى القسم
‏175-‏ كذا ليلةُ القدر في وترها ** فجدّ لتدركها واستدم
‏176-‏ فإن حزتها نلت فيها المنى ** وأدركت غاية ما يغتنم
‏177-‏ ونسألُ ذا العرش سبحانه ** مجيب الدعاء ومولي الكرم
‏178-‏ قبولاً لسائر أعمالنا ** وغفر كبائرنا واللمم
‏179-‏ وأحمده حيث تمّ المراد ** ولولا هدايته لم يتم

ملف

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الشيخ أحمد المعلم